خلال اجتماع مع عدد من المديرين في مايكروسوفت من ضمنهم الرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، طُرد خمس موظفين لاعتراضهم على توفير مايكروسوفت تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وفقًا لأسشويتد بريس.

عُقد الاجتماع العام للموظفين في مقر للشركة بواشنطن مع عدد من الموظفين يوم الاثنين الماضي، وقد وقف الموظفون الخمسة في الطابق الأعلى للرئيس ساتيا ناديلا، صامتين مرتدين قمصانًا مكتوب عليها: "Does Our Code Kill Kids, Satya? - هل تقتل برمجياتنا الأطفال يا ساتيا؟" ولم يعرهم الرئيس التنفيذي أي اهتمام وفي دقائق أتى الأمن وطردهم من الاجتماع ومنعهم من الدخول مجددًا للقاعة التي بها الاجتماع.

ورفضت الإدارة في مايكروسوفت تلقي أسئلة مباشرة من الموظفين خلال هذا الاجتماع، واستمرت في الصمت أو المراوغة حين سؤال الموظفين حول تقارير تفيد بدور مايكروسوفت في دعم إسرائيل خلال الحرب على غزة، سواء في المنصات الداخلية لمايكروسوفت أو في جلسات الاسئلة مع المديرين.

لم تعلق مايكروسوفت حتى الآن حول إذا ما كان هؤلاء الموظفون سيحصلون على "إجراءات تأديبية" وقد طرد عدد من الموظفين في مايكروسوفت وجوجل وغيرها من شركات التقنية نتيجة اعتراضهم على استخدام تقنيات الشركة من أجل الإبادة الجماعية، وأحدثهم هو طرد موظفَين مصريين لتنظيمهم وقفة احتجاجية "غير مرخصة" في أكتوبر الماضي.

أتى رد مايكروسوفت المٌقدم لأسوشيتد بريس: "نوفر العديد من القنوات لسماع جميع الأصوات. والأهم من ذلك، نطلب أن يتم ذلك بطريقة لا تسبب اضطرابًا للأعمال. وإذا حدث ذلك، نطلب من المشاركين الانتقال إلى مكان آخر. نحن ملتزمون بضمان أن ممارسات أعمالنا تلتزم بأعلى المعايير."

وقد نشرت وكالة أسوشيد بريس الأسبوع الماضي تقريرًا مفصلًا عن استخدام تقنيات مايكروسوفت وOpenAI في برنامج لتحديد أهداف القصف بالذكاء الاصطناعي، ويتحدث التقرير أيضًا عن تفاصيل قصف طال عائلة لبنانية مكونة من جدة وثلاثة من حفيداتها.

الحرب على غزة

بحسب التحقيق أيضًا، فقد زاد استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي من قبل الجيش الإسرائيلي من خلال منصة Microsoft Azure ما يقرب من 200 مرة بعد 7 أكتوبر 2023.

شارك العديد من موظفي مايكروسوفت التقرير على وسائل التواصل، وتسائل البعض على المنصات الداخلية إذا ما كانت مايكروسوفت تخالف قواعدها الخاصة بالسلامة وحقوق الإنسان.

وبذكر مخالفة القوانين، فقد أزالت جوجل التعهدات بعدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل القتل أو الأعمال العدائية، وبالقياس يمكننا توقع تصرف مشابهة من مايكروسوفت قريبًا، على أي حال لم يعد لحقوق الإنسان أي قيمة حاليًا.

أصبح واضحًا عيانًا لكل ذي حجر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط مجرد أداة لتحسين حيوات الناس وفقط، بل يستخدم فعليًا للقتل والإبادة الجماعية، ويستمر من جانب آخر حملات التوعية والرفض العالمي لاتفاقيات ظالمة مثل مشروع نيمبوس، وقد يفقد بعضهم وظيفته المرموقة جدًا بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، وهناك حملات قوية مثل No Azure for apartheid و No tech for apartheid اللتان ينتمي لهما عدد من الموظفين المطرودين من مايكروسوفت وجوجل.

أسفرت الحرب على غزة أكثر من 50,000 شهيد وأكثر من 100,000 جريح! جُلُّهم من النساء والأطفال، بالإضافة لدمار هائل في البنية التحتية في غزة وكوارث إنسانية متعددة، وشركات التقنية الكبيرة شريك أساس في هذه المجازر، لذلك تذكر دائما أن التقنية سلاح ذو حدين!