رفضت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية الناشئة، وِيز - Wiz صفقة استحواذ من قِبَل جوجل بقيمة 23 مليار، الصفقة التي إن تمت كانت لتصبح أكبر صفقة استحواذ تقوم بها جوجل منذ 2012 بعد صفقة الـ 12.5 مليار للاستحواذ على موتورلا. وتنوي ويز الطرح العام الأولي في البورصة ومحاولة الوصول لإيرادات سنوية بقيمة مليار دولار.

قد يهمك أيضًا: تقارير جديدة | مشروع نيمبوس لجوجل متورط مع شركات أسلحة استخدمت في غزة

ظهرت تقارير الأسبوع الماضي تكشف عن صفقة محتملة لاستحواذ جوجل على Wiz وهو ما لفت الأنظار للشركة الإسرائيلية، فالرقم المتحدث عنه -23 مليار دولار- يُقارب ضعف القيمة السوقية للشركة والتي قٌيِّمت بحوالي 12 مليار دولار في شهر مايو الماضي بعد حصولها على جولة تمويل بقيمة مليار دولار في نفس الشهر.

قال عساف رابابورت، الرئيس التنفيذي لـWiz، في مذكرة داخلية نشرت للموظفين اطلعت عليها وكالة نيويورك تايمز "نحن سعداء بالعروض التي وصلتنا، لكننا اخترنا إكمال طريقنا لبناء ويز، رفض عروض كهذه أمر صعب، لكن مع فريقنا الرائع أثق في هذا القرار".

 عساف رابابورت، الرئيس التنفيذي لـWiz والمُجند بجيش الاحتلال الصهيوني

شهدت شركة Wiz المؤسسة عام 2020 نموًا فائقا مع جائحة كوفيد-19 حيث احتاجت العديد من الشركات لتأمين خدماتها السحابية لتسهل عمل موظفيها عن بعد. وقد وصلت إيرادات الشركة لـ 100 مليون دولار بعد عام ونصف من تأسيسها، ولـ 350 مليون العام الماضي.

تتمثل إحدى أسباب رفض ويز أن صفقة كهذه كانت لتأخر ويز عن نموها السريع، فصفقة بذلك الحجم كانت ستجلب جوجل للمحاكم بتهمة الاحتكار، حيث أن جوجل تواجه قضيتي احتكار منفصلتين في المحاكم الأمريكية حاليًا. يقول عساف رابابورت في نفس المذكرة "إن التحقق من صحة السوق الذي شهدناه بعد هذه الأخبار يعزز هدفنا – وهو إنشاء منصة يحبها كل من فرق الأمن والتطوير".

يأتي هذا الرفض بمثابة ضربة لجوجل، فشركة ويز المختصة في تأمين الخدمات السحابية كانت ستنفع جوجل في منافستها الشرسة مع أمازون ومايكروسوفت. وقد أسس عساف وثلاثة من رفاقه شركة Adallom للأمن السيبراني السحابي التي بيعت بـ 350 مليون دولار لمايكروسوفت عام 2015.

علاقة Wiz بالاستخبارات الإسرائيلية

جدير بالذكر؛ أن عساف وباقي مؤسسي الشركة الثلاثة قد عملوا سابقًا في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية الشهيرة 8200 أثناء خدمتهم العسكرية، وهي من أهم وحدات الاستخبارات الإلكترونية في الاحتلال. وحسب وكالة رويترز، يقول عساف "إن 90-95% من الفرق لدينا هم خريجوا الوحدة 8200" ويضيف "لذا، سواء دققت في ذلك أم لا، فهذا هو تجمع المواهب الذي أبحث عنه".

وفي عام 2023؛ قامت ويز مع العديد من الشركات الأخرى بسحب أموالهم من البنوك الإسرائيلية اعتراضًا على تغيير في سياسة القضاء الإسرائيلية، ويقول المدير التنفيذي "إن ما حمانا هو ديموقراطيتنا القوية والنظام القضائي".

تملك ويز مكاتب في كل من نيويورك وتل أبيب، ويتواجد حوالي ثُلث موظفيها في إسرائيل، ويأتي رفض هذه الصفقة بمثابة ضربة للاقتصاد الاسرائيلي المتضرر لحد كبير بسبب عدوان الاحتلال الغاشم على قطاع غزة، حيث كانت الصفقة لتضخ أموالًا طائلة في اقتصاد الاحتلال، أما عرض الشركة للطرح العام الأولي فلا أحد يعلم ما سيحدث خلاله.

ليست هذه صفقة استحواذ جوجل الأولى على شركة إسرائيلية، فقد استحوذت عام 2013 على تطبيق الخرائط Waze بصفقة تقدر بمليار دولار. لم تنجح وحدات الاستخبارات ولا شركات التقنية الناشئة ولا غيرها في تفادي الضربة المدوية التي وجهت للاحتلال في 7 أكتوبر الماضي، وتستمر شركات التقنية الأمريكية في دعم تقنيات الاحتلال جميعها.