نشر بول بيغر، أحد مؤسسي الشركات التقنية الناشئة، هجومًا عنيفًا على دولة الاحتلال عبر مدونته الرسمية، وذلك في مقالة بعنوان: «لا أستطيع النوم». تحدث بيغر في المقالة عن الفظائع التي ارتكبها الاحتلال خلال الشهرين الماضيين، وسرد أيضًا المجازر المُرتكبة بواسطة الاحتلال على مدار تاريخه الإجرامي بالأراضي الفلسطينية.

وثَّق بيغر مقالته بالأدلة والمصادر، وذكر أنه لا يستطيع النوم أو المداومة على عمله البرمجي؛ فما هي إلا خمس دقائق من العمل حتى تُطارده صور الفظائع التي يتركبها الاحتلال مرةً تلو الأخرى. وتسائل بيغر عن عدد القتلى الذين قُتلوا بأمواله التي يدفعها للضرائب الأمريكية الداعمة للكيان المحتل؛ في شعور بالمسؤولية والذنب.

بحث بيغر في تاريخ الصراع بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، وذكر كم الفظائع والجرائم الإنسانية التي ارتُكبت منذ عام 1948، بل ووثقها أيضًا في مقالته، وذكر أن الحملات الإعلامية الكاذبة والمُضللة للكيان الصهيوني تعمل بشكل واضح ومنظم على تضليل الشعوب الغربية عن حقيقة جرائم الاحتلال المستمرة. ذكر بيغر أيضًا معلومات خطيرةً عن سيطرة الكيان الصهيوني على الاقتصاد ورواد الأعمال، وكشف أنه يخاطر بمستقبل شركاته الناشئة بعد إدلائه بهذه التصريحات، ولكنه لم يستطع أن يقف صامتًا أمام هذه المجازر دون أن يتخذ موقفًا.

كشف بيغر في مقالته أن المستثمرين المؤيدين للكيان الصهيوني نجحوا في خلق حالة من الذعر أو الترهيب في الأوساط التقنية، وذلك حتى يحبطوا أي محاولات داعمةً للقضية الفلسطينية من هذه الأوساط المؤثرة إعلاميًا. وذكر أنه تحدث إلى بعض زملاؤه من مؤسسي الشركات التقنية الناشئة، والذين كشفوا له تأييدهم للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، لم يتمكنوا من التفوه بأي كلمة داعمة للقضية خوفًا على مستقبل عائلاتهم وشركاتهم التي أفنوا فيها سنوات من الجهد والعمل لتأسيسها.

ولم يقف بيغر عند هذا الحد، بل ذكر أيضًا أسماء تلك المؤسسات الاستثمارية الداعمة للاحتلال وعمليات الإبادة العرقية التي يرتكبها ضد أهل غزة، وهي: Boldstart، وDCVC، وHarrison Metal، وRedpoint، وBessemer، وSequoia، وFirst round. وطالب بيغر العاملين بهذه الشركات أن يتركوها ويقاطعوا العمل بها، كما خاطب المؤسسين بالابتعاد عن هذه المؤسسات، بل ونصحهم أيضًا بفسخ العقود معها، ومحاولة إيجاد بدائل لهذه المؤسسات الإجرامية. 

نتذكر هنا إيلون ماسك، وحملة المقاطعة الدعائية العنيفة التي وُجهت إلى منصته X، عقب التصريحات التي هاجم فيها الكيان الصهيوني؛ حتى إنه صرح في هجومه على هذه الحملات أنها قد تؤدي إلى إفلاس منصة X تمامًا. ولا نعلم حتى هذه اللحظة هل غيرت هذه الضغوط العنيفة من موقف إيلون ماسك أم لا.

يومًا بعد يوم، نرى مواطني الدول الغربية ينضمون إلى القضية واحدًا تلو الآخر. ما زلنا نحقق نصرًا في الحرب الإعلامية ضد الكيان الصهيوني؛ رغم مؤسساته وأمواله وقبضته الصارمة على الإعلام الغربي.