أعلنت منصة ميتا يوم الثلاثاء عن رفع الحظر الشامل على كلمة "شهيد" بعد مراجعة استمرت عامًا أجراها مجلس الإشراف الخاص بها. ووجد المجلس أن نهج ميتا كان مبالغًا فيه جدًا في هذا الصدد. وقد تعرضت الشركة لانتقادات على مدار سنوات بشأن تعاملها مع المحتوى المتعلق بالشرق الأوسط، بما في ذلك دراسة أجرتها ميتا نفسها عام 2021 والتي أظهرت أن نهجها كان له "تأثير سلبي على حقوق الإنسان" للفلسطينيين وغيرهم من العرب؛ في الواقع هو سلوكٌ قمعيٌ بغيض وليس مجرد سلبي.

 وقد تصاعدت هذه الانتقادات منذ اندلاع الحرب الغاشمة على غزة.

وبدأ مجلس الإشراف، الذي تموله ميتا لكنه يعمل بشكل مستقل، مراجعته العام الماضي لأن كلمة "شهيد" تسببت في حذف محتوى على منصات الشركة أكثر من أي كلمة أو عبارة أخرى. ووجدت المراجعة في مارس أن قواعد ميتا بشأن "شهيد" فشلت في مراعاة مجموعة متنوعة من معاني الكلمة وأدت إلى إزالة محتوى لا يهدف إلى العنف وبغض النظر عن السياق أو المعنى المقصود.

أقرت ميتا بنتائج المراجعة وقالت إن اختباراتها أظهرت أن إزالة المحتوى عندما تكون كلمة "شهيد" "مرتبطة بمحتوى منتهك آخر" تلتقط معظم المحتوى الضار المحتمل دون التأثير بشكل غير متناسب على حرية التعبير. ورحب مجلس الإشراف بهذا التغيير، مشيرًا إلى أن السياسة السابقة لميتا كانت واسعة النطاق بشكل مفرط؛ ما أدى إلى تقييد التعبير الحر لملايين الأشخاص في العالم العربي والإسلامي على منصات ميتا، وهو ما اعتبره مجلس الإشراف شكلاً من أشكال الرقابة غير المبررة.

رُفِعَ الحظر ولكن بشروط!

كتبت ميتا على موقعها أن المجلس اقترح في توصياته السماح باستخدام كلمة شهيد؛ إلا في حالة كان المحتوى مخالفًا لسياسة ميتا أو مرتبط بإحدى الإشارات الثلاث للعنف بعد أن قلصتها ميتا من ستة إشارات! ويحدد المجلس الإشارات الثلاث، والتي تتضمن وجود صورة سلاح أو التصريح بنية استخدام سلام أو الدعوة لذلك أو "الإشارة لحدث معين".

وتمتلك ميتا سياسة تُسمى DOI هي اختصار لـ "Dangerous Organizations and Individuals" والتي تعني "المنظمات والأفراد الخطرين". وتشير DOI إلى سياسة خاصة بشركة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك) تتعلق بكيفية التعامل مع المنظمات والأفراد الذين يعتبرون خطرين أو يروجون للعنف.

وتحظر تلك السياسة المنظمات والأفراد الذين يدعون إلى العنف أو يمارسونه. كما تمنع أي محتوى يمدح أو يدعم أو يمثل هؤلاء الأفراد أو المنظمات. وحاليًا، تعتبر ميتا استخدام كلمة "شهيد" للإشارة إلى شخص محظور بمثابة مديح صريح، وتزيل هذا المحتوى على الفور. لكن الشركة لا تزيل الكلمة بشكلٍ عام أو عند الإشارة لأشخاص غير محظورين.

وتسمح ميتا باستخدام كلمة "شهيد" للإشارة إلى شخص محظور في سياقات محددة فقط؛ مثل الأخبار أو النقاشات الأكاديمية، ودون مدح إضافي أو أي إشارة للعنف. وقالت ميتا أنها راجعت أبحاثًا أكاديمية وتشاورت مع أكثر من 40 خبيرًا ومنظمة، وذلك للبدء في اتخاذ قرار السماح بكلمة الشهيد، وتضمنت هذه الجهات التي شاورتها ميتا ما يلي:

  • خبراء في اللغة
  •  أكاديميين
  •  خبراء مكافحة الإرهاب
  • علماء في السياسة
  •  مدافعين عن حرية التعبير
  •  منظمات الحقوق الرقمية
  • مجموعات المجتمع المدني "المتأثرة مباشرةً بهذه السياسة" والتي تشير غالبًا إلى الصهاينة.

هل حقًا كلمة شهيد تُثير الذعر في نفوس هؤلاء؟ هل يرون كثيرًا أن نكرم إنسانًا صامدًا حرًا بوصفه شهيدًا؟ في العموم شركة ميتا تتسم بسلوك إجرامي شنيع تجاه الفلسطينيون؛ فيكفي مشروع لافندر الذي شاركت فيه لإسالة الدماء الباسلة للفلسطينيين.