أبلغت مايكروسوفت اليوم اثنين من موظفيها، "ريكي فاملي" و"آنا هاتل" بنهاية عملهم مع الشركة نتيجة اشتراكهم في جلسة احتجاجية داخل مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة براد سميث.

"تم إنهاء خدمة موظفَين اليوم بعد خروقات جسيمة لسياسات الشركة ومدونة قواعد السلوك الخاصة بنا. الموظف الأول انتهك سياسة السلوك التجاري، وشارك في اقتحام غير قانوني لمكاتب الإدارة التنفيذية، إضافةً إلى مظاهرات أخرى في الحرم، وقد تم القبض عليه من قبل السلطات داخل مقرنا في مناسبتين. أما الموظف الثاني، فقد كان متورطًا في الاقتحام لمكاتب الإدارة التنفيذية، وتم القبض عليه لاحقًا.

هذه الحوادث لا تتماشى مع التوقعات التي نتمسك بها لموظفينا. وتواصل الشركة التحقيق وتتعاون بشكل كامل مع جهات إنفاذ القانون بشأن هذه المسائل." 

- بيان من مايكروسوفت 

يوم الثلاثاء الماضي 26 أغسطس، نجح عدد من الموظفين الحاليين والسابقين في مايكروسوفت في اقتحام مكتب براد سميث -الذي يشغل أيضًا منصب رئيس الشركة- اعتراضًا على دعم مايكروسوفت جيش الاحتلال الاسرائيلي وتوفير خدمات AZURE السحابية المخصصة له. 

موظف مايكروسوفت، ريكي فاملي
موظف مايكروسوفت السابق، ريكي فاملي

 أُجبرت مايكروسوفت تاليًا على إغلاق المبنى 34 الذي يتواجد به المكتب، الذي رُفع أمامه علم فلسطين بالمناسبة. 

بعد إخراج الموظفين بالقوة من المكتب، عُقد مؤتمر صحفي عاجل ظهر فيه براد سميث جالسًا على مكتبه، يزعم أن Microsoft "تعمل كل يوم للتحقيق في كيفية استخدام Azure في إسرائيل" وقال أيضًا "تؤكد مايكروسوفت التزامها بضمان احترام مبادئها المتعلقة بحقوق الإنسان وشروط الخدمة التعاقدية في منطقة الشرق الأوسط."

يتبع الموظفون لحركة No Azure For apartheid التي تطالب بوقف جميع خدمات Azure المقدمة لجيش الاحتلال، وقطع جميع العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي وانهاء الإبادة الجماعية في غزة، وللحركة مواقف مشرفة عديدة، وتضم عددًا كبيرًا من موظفي مايكروسوفت الحاليين والسابقين. 

حركة no azure for aparthied

وكان من ضمن الموظفين المشاركين في الاعتصام، حسام نصر، الذي طرد من مايكروسوفت في اكتوبر 2024 نتيجة تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة. 

وكذلك فانيا ارجوال، التي قاطعت -بعد ابتهال أبو السعد- حديث ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي ومصطفى سليمان رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، خلال مؤتمر الذكرى الخمسين لتأسيس مايكروسوفت منذ بضعة أشهر، وطردت من الشركة تاليًا.

مايكروسوفت وجيش الاحتلال 

منذ 2021، ومايكروسوفت تقدم الخدمات السحابية عبر Azure لجيش الاحتلال الاسرائيلي وخصوصًا وحدة الاستخبارات 8200 المعروفة.

ولا تزال مايكروسوفت -بالإضافة لميتا وجوجل وغيرهم- يساندون جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال الحرب الوحشية على قطاع غزة منذ أكثر من 690 يوم.

بحسب تحقيق من أسوشيتد بريس، فقد زاد استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي من قبل الجيش الإسرائيلي لتحديد الأهداف لقصفها من خلال منصة Microsoft Azure ما يقرب من 200 مرة بعد 7 أكتوبر 2023.

ذات صلة:

وقد ظهر مؤخرًا تقرير من صحيفة ذا جارديان يكشف مساندة مايكروسوفت جيش الاحتلال بشكل مباشر في مراقبة أكثر من مليون مكالمة في الساعة، تراقب هذه المكالمات وتحلل وترفع على خوادم Azure التابعة لمايكروسوفت. 

ولا تزال الاحتجاجات ضد سياسات مايكروسوفت تزداد حدة، فقد طلبت مايكروسوفت من الـ FBI المساعدة في تتبع المشاركين في الاحتجاجات، وكذلك تزيد مايكروسوفت من اجراءات الأمان في مكاتبها شيئا فشيئا.

تخطى عدد الشهداء في قطاع غزة حاجز الـ 60 ألف شهيد، بالإضافة لأكثر من 100 ألف مصاب و10 آلاف مختفيين لا يعلم مصيرهم، ولا تزال تلك الشركات الكبرى بحاجة لحركة "انتفاضة" قوية تجبرهم، أو حتى تحد من مشاركتهم في هذه المقتلة. رحم الله الشهداء.